*المعبر..ساعة وربع من الانغماس في عالم الروح*

عاجل

الفئة

shadow


*بقلم الإعلامية ريم عبيد*

ساعة وربع من الزمن تحملانك الى عالم الملائكة..الى عالم الطهر والنقاء..تظن أنك سترى المجاهدين هناك يتوضأؤون ويصلون ويحملون سلاحهم ويحاربون فحسب ..
الا أنك تصدم حين تراهم يتمازحون وما أخف ظلهم …
المعبر، عمل فني إبداعي انغماسي، يجتمع فيه عدد كبير من الممثلين بعضهم وجوه معروفة، وبعضهم قد تراه للمرة الاولى، الا أن الجميع، قدموا صورة نقية للمقاومة، ومجاهديها؛ وقياداتها، ولداعمها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، الذي ترك روحه في كل تفصيل من المعارك التي تخاض من أجل تحرير الأرض كل الأرض.
ساعة وربع من الزمن تغيب فيها عن الوجود المادي، وتنتقل الى عالم الروح، تضحك كثيرا، وفجأة تبكي، ثم ترجع الى نفسك تسألها ما الذي يحدث.
فمن يجسدون أدوارهم ، هم أبناؤنا ، هو إخواننا، هم أحباؤنا، يعانون أصعب الظروف؛ ليحولوا بيننا وبين أعدائنا، ليمنعوهم من تدنيس أرضنا، ويقاتلون حتى النفس الأخير.
النفس الأخير هو الجزء الذي حظيت بمتعة مشاهدته من المسرحية الرائعة، انتقلنا مع الممثلين من مكان الى آخر، ورافقنا عزرائيل وهو أحد الممثلين الذي مثل دور المسعف، والذي يتشاءم من اسم عزرائيل، يتنمر عليه رفاقه في الجهاد، لكونه لا يتسلم جريحا الا ويذهب من تحت يديه الى الشهادة.
مشادات كلامية وزعل وفرح وتراض، وقلوب طائعة لله، تعكسها الادوار، ثم يكلف المسعف او عزرائيل بآخر مهمة قبل أن يصبح أمر انتقاله من هذه الوحدة نافذا بعد حصوله على ترخيص كان هو من سعى اليه.
المهمة كانت عبارة عن ايصال عبوتين من الاوكسيجين لمنطقة بعيدة نسبيا، يصر عزرائيل ان ينتقل بآلية، تتعطل الآلية، ويجد نفسه مع زميله في الصحراء، يدخلون إحدى النقاط يغيرون ملابسهم لئلا يتعرف عليهم أحد ثم يكملون طريقهم، وفي الطريق يصادفون خلية لداعش وقد بدا على اميرها حجم الغباء، يحاول الشابان المقاومين تزييف هويتهما يتحدثان بلهجات متعددة ، ولكن بعد تفتيشهما يعثر المرتزقة من داعش على الترخيص، فتكشف هويتهما، وسرعان ما ينشب قتال بين الطرفين يؤول الى جرح أحدهما ، وحتى يسحبه زميله المسعف يلقي بقارورة اوكسيجين على العدو ، ويخوض بعدها معركة معهم يصفيهم حتى يسحب القارورة من اجل زميله المصاب ويدعمه بها حتى لا يفقد حياته، وهو على فراش الشهادة يقول له اذهب اوصل الامانة واتركني، ولكنه يرفض ويسعفه، وينتقل به الى نقطة تموضع لمجاهدين، يستلمون الشاب الجريح ليعتنوا به، ويستلم المسعف قارورتين اخريين من الاوكسيجين ويتوجه بهما الى البوكمال ، وحين يصل يعلم ان الامانة هي للقائد قاسم سليماني الذي كان يتابع العمليات ويشرف عليها شخصيا، وعند البوكمال تجتمع كل الفرق، وكلهم امل بلقاء سليماني..ويشهد الجميع على تحرير البوكمال وسط رسالة تعكسها المشاهد عن أهمية دور الاعلام في توثيق الحدث.
مزيج من العاطفة والصدق والرغبة في الجهاد والاستبسال في سبيل حماية الارض والعرض وتمهيدا لمعركة كبرى يعد بها القادة على الارض وعلى رأسهم سليماني..وتنتهي الاحداث باعلان التحرير.
المعبر رغم انتقاد بعض الفنيين لأخطاء وردت فيه وهي قليلة، الا انه تجسيد حقيقي لساحة المعركة لمعاناة الشباب، لصبرهم وتحملهم، وفوق ذلك كله لأهمية عكس الصورة الحقيقية كي لا يضيع الانجاز، وسط كذب وتكتم العدو على خسائره، من ضمن حرب المعلومات التي يخوضها، والتي نراها اليوم جلية في معركة طوفان الاقصى، التي عجز فيها العدو عن مصادرة الانجاز، لادراك المقاومة اهمية دور التوثيق والاعلام ، فضلا عن اظهار حجم الاجرام الذي يرتكبه العدو بحق الاطفال والنساء والذي استطاع ومنذ الايام الاولى أن يفضح الرواية الاسرائيلية ويعريها، ويحظى بالتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية المحقة.
في مقابل الخسائر التي يمنى به من قبل المجاهدين سواء في الداخل الفلسطيني او على الحدود مع لبنان وبقية الدول المشاركة في مقاومة المحتل.

في الخلاصة، ان كنت امام عدو لا يعترف بقتلاه ويخجل أن يفصح عنهم بعكس المقاومة التي تفتخر بشهدائها..عليك ان توثق وانت تقاتل لتحافظ على الانجاز..وهذا ما رسخه الشهيد القائد قاسم سليماني..وخط به مسار الانتصار الحتمي وزوال اسرائيل.

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة